شريط العربية الاخبارى

الخميس، 19 يناير 2012

البحيرة العجيبة قصة قصيرة طلعت زيدان

البحيرة العجيبة
قصة قصيرة
طلعت زيدان
.
.
.

وحدى كنت أقطع أنفاق ظلمتى وحيدا
أسامر وحدتى ، أدندن على وترى المقطوع أغنية
لا أستسيغ معناها ، لكننى أنا وهى
صرنا صديقين معا
الشارع الطويل يرفضنى ،
صراع الناس كخربشات قطة برية عنيفة
الحدائق ترفض عبق الزهر
صفصافة من بعد ترقع ثوب غربتها
يمامة تلهو بذكرى وليفها
كانت هناك أيضا
ترسل ضفيرتيها لموسم فرح منتظر
فتعود الضفيرتان تحملان لا شىء
كانت تداعب رقرقات الماء القابع فى
عمق بحيرة مشوبة بالصمت
لا الصمت يعجبها ولا البحيرة تشدو ولو كذبا لتلهيها
عن عزلة الروح
رحت أدنو من أسوارها الازوردية المحطمة
تعلقت روحانا
بدأ هزيم الوعد يسحقنا
كمطحون قهوة نادرة الحدوث
سكبت الحرف مرا بحلق مزاجها
تقبلت قانعة صهيل خيلى على ساحتها
أنشدتها ، أنشدتنى
أسكرتها ، أسكرتنى
بريق الوجد فى العينين فاضح
وأسراب العيون ترمقنا
برمحها المشتاق لطعم الشواء
ألقيت على فضائها دثار حرصى
صرنا قطعة من هامش التوحد
تعرينا عن كل ملموس ومحسوس
صرنا كرة تتلقفها دوائر الملكوت
كان عشقى أكبر من أن تستوعبه خزانة الدفاتر
كان عشقها سهما يتقن الرحيل الى عمقى
وعدنا القمر أن نظل تحت جناحيه
الى ان يحين موعد الولادة
الذى روت عنه الحكايات القديمة
لكن وعده المنتظر كان مشطورا الى مليون جزء
الفجر أفاق من نومته
الشمس تبحث عن مخاضها
بدأ الضجيج يطرق أبواب روحى
تلاشت حبيبتى كما تلاشى كل ما حولى
من سكون
مرآتى صحت من نومها
أرسلت لى وجها ليس كوجهى
روحا لا تشبه روحى
بريقا لا ينتمى لى
فتشت عنها
تلك التى انتشلت شظاياى
وأقعدتنى مثلما طفل صغير تهدهده النسائم
ومشطت شعرى الذى من يوم ميلادى
لم يكن يعشق الأمشاط
كانت صحوة أضاعت كل شىء
لست أعلم عن كيانى غير
أننى
كنت ذات ليلة
أقطع أنفاق ظلمتى وحيدا
حين مررت أجمع الأخبار عنها
كانت بحيرتها العجيبة
لم تزل مشوبة بالصمت !!

هناك تعليق واحد:

  1. لست أعلم عن كيانى غير
    أننى
    كنت ذات ليلة
    أقطع أنفاق ظلمتى وحيدا
    حين مررت أجمع الأخبار عنها
    كانت بحيرتها العجيبة
    لم تزل مشوبة بالصمت !!.....
    كلمات من خياااااال ..... رائعه بجد طلعت ... كنت ومازلت صاحب قلم رائع وحرفا مشاعره متدفقه راقيه جدا .... سلمت يداك يا صديقي الشاعر

    ردحذف