شريط العربية الاخبارى

الأحد، 24 أبريل 2011

أروقة العبث....قصة قصيرة ،، بقلم الشاعر والأديب المصرى /طلعت زيدان

عندما التقيا للمرة الأولى
كان تبدو على ملامحها العنيدة أقفال
وأقفال
تزيد المستحيل مستحيلا
كان يشده فيها كبرياؤها
تمردها ، جنونها ، خطوطها الغير مقلدة
ارتدى ملابس فروسيته واستعد للمباغتة
كان ثغرها يبرق بابتسامة ربما للمرة الأولى تعبره
ابتسامة تحمل غموض البداوة فى هيئة الزهور
حاول أن يقاوم بريق ابتسامتها ببريق سيفه ،،، سرعان ما سقط سيفه أرضا
علم أنه يحاور مرتقى صعبا
سقط منهكا بجوار سيفه
ظل يحدق فيها بينما انشغلت بتضفير
شعرها الغجري الجامح
همس بأذنها : أحبك
لم تجد كلمته الطريق لقلبها لذا ظلت على هيئتها صامتة تضفر شعرها
وبدلا من أن يستنفر رد فعلها غضبه
أحس بضآلته مقابل عظمتها الهادئة
كان يتقزم بالفعل ، تضاءل تضاءل تضاءل
قفز على راحتها ، تمشى برفق على أناملها ، داعب فى طريقه الى جبينها
أثرا لقبلة مغتصبة ،
كانت بحجم صحراء مكشرة عن أنيابها
استحث الخطى ، قارب أذنها ، كانت كلمة حبه لا زالت
في الفضاء المجاور تتردد محاولة استفتاح احد الأبواب
، كان جبينها من أروع المزارات التي مرت به في حياته
ظل لا يحدث حركة بينما هى تفتش عنه
حملت متاعها مرتحلة صوب خيمتها
تشبث جيدا بخصلاتها المنسدلة كستائر الليل على قمرية الجبين
ظلت تدندن أغانيها النادرة العذوبة
قبل أن تتجه إلى فراشها وتستسلم لعالم الحلم الجميل
كان يشد الخطى نحو دفتره وقلمه اللذين صارا بحجم نخلة عملاقة وواحة خضراء شاسعة
كي يرسمها وهى في أبهى حالات إمارتها
تعثر أثناء نزوله منحدرا ، هوى وقد تحطمت إحدى ساقيه
صرخ ألما ، ...........
راح يرتفع صوته
وقد تجمع الكثيرون من حوله
كسرت قدمى
لعن الله الأنابيب وطوابير الأنابيب
لقد أسقط أحدهم أنبوبة فوق ساقى التى سبق أن تحطمت فى طابور الخبز
حمل أنبوبته قافلا نحو بيته حانى الظهر مندهشا مما حدث
للمرة الأولى يلاحقه شعور برغبة ملحة فى البكاء

الاثنين، 18 أبريل 2011

البعض نحبهم >>>> خاطرة بقلم /الشاعر والأديب /طلعت زيدان

البعض نحبهم لا لشىء إنما استجابة لعطش الروح ، 
هؤلاء هم ظلال النفس ، الذين امتلكوا عرش القلب ،
وغرسوا جذورهم بعمقنا ، نحبهم كى تتوالد من لقاءاتنا بهم حضارة النفس
، واشراقة الملامح المعتمة ، نراهم حين تعكسنا مرايا الشوق ورودا ذابلة 
، لا تبدأ بنضارتها الا حين نلقاهم ، كثيرة هى الملامح التى تصدفنا فى حياتنا 
، لكن قليل منها الذى يعلق بقلوبنا الظمأى 
، هم البعض الأجمل والأوسم والأكثر مرورا بشرايين القلب 
..نتنفسهم فتضيع معالم الزمان والمكان.
.، أيها البعض المهاجر من بعضنا ، ننشد القرب الذى غلفه المستحيل
، حيث تبرق العيون كطير هائم فى سماء الوحشة 
، لن يستريح الا ان عانق تراب الوطن ، انتم أوطاننا
التى نشأنا فى حجرها ، وبنيناها بكل ذرة من رمال الهوى
ورويناها بأناشيد الدم المنهزم ،
ورغم الجنون الذى لف اروقتنا ادعينا العقل وكل شرائع المنطق
، كنا لا ندرك وقتها أننا نحتاج لأدمغة مفرغة من الجنون ،
نكون او لا نكون ، ايها البعض الذى هز السكون ،
ومضى الى حيث التلظى تحت نير الاشتهاء ، اننا لحم وماء
، ونجوم بعثر الشوق مداها ، كيف للبحر بيوم ان يغادر شاطئه ؟
أيعلن القمر المقيم على سراديب السماء اعتزال منصبه؟ معادلة محالة 
، لكننا نطمح أن يكون من المحال ملايين الورود المتوجة الندى،
لم يزل فى القلب جذور لكم فاستعيدوها ان استطعتم ، 
اننا بأعصابنا نحرسها ، كى نعيد نباتها ،
ذات يوم ربما سيعود للأشياء ظل ،
ويعود للصوت ارتجاعات الصدى ،
ويعود بعض ربما لم ننسهم يوما ، لأنهم بقايانا 
، وهم من يملكون تعديل ملامحنا بلحظة ، 
وهم أصحاب حق فى امتلاك بسمتنا ....

بلهفة طفل صغير ......قصيدة ،،للشاعر : طلعت زيدان

على سطح جلدى
رسمت بلهفة طفل صغير ظلال امرأة
وداعبتها ساعة بعد ساعة
ورحت أقدم بين يديها شموعا
وعود بخور وباقة ورد
...بكل الاناقة والأبهة
وبعد عتاب وطول عناق أفاقت على قرب صبح
يغازل ليلا طويلا طويلا
وقالت وداعا ..ودمعة شوق تسافر منها
وتسكن بين الضلوع كسهم
تجرد من شره
وراحت تضيع تضيع وبين حناياى ناى حزين
وجاء الخريف يعانق وجهى
ويرسم اسطورة من بكائى على سطح جلدى

بلهفة طفل صغير للشاعر : طلعت زيدان | دنيا الرأي

الثلاثاء، 12 أبريل 2011

أغانى الشتاء........قصة قصيرة بريشة /طلعت زيدان

أغانى الشتاء
ريشة /طلعت زيدان

بالرغم من كونها ليلة شتوية دافئة الا أنه اشعل نيران ...مدفأته، قرب مقعده قليلا ، شعر بمزيد من الدفء الذى لا يحتاجه الا لمجرد أنه أحد طقوسه التى يعشقها ، بدا له احتياجه للسجائر ، فتش عن علبة سجائره ، خرج لشراء واحدة ، الطريق نصف معتم ، على بقايا الضوء الخافت لمح عقرب ساعته يشير للواحدة صباحا، أمامه عشر دقائق للوصول لأقرب أكشاك السجائر، مرر بفكره صورا متلاطمة لطفولته المقصوصة الأصابع ، هنا بنفس الشارع كان يجمعه المكان بأصدقائه الذين لا يعرف حتى الطريق لبيوتهم الجديدة ، هناك على الأطراف كان عم على بائع الساندوتشات ، وهناك أيضا على الناصية كان مقهى المعلم حسن ، كم كان يضج بالمقاعد التى تحمل حكايات وحكايات لأصحابها ، كان الوالد يخرج كل ليلة ليسامر أصحابه ، أما تلك البيوت التى أكل عليها الدهر وشرب فبعضها لازال قائما تحت قهر الرطوبة التى تآكلت لها الجدران ، والبعض قد تمت ازالته بالفعل لتقوم عليه المشروعات الاستثمارية الجديدة ، أما هذا البيت المقابل فقد كان أغلى بيت إلى قلبه الصغير فى فترة من الفترات ، حينما كان فى بداية مراهقته ، كان يتعمد المرور من هنا كثيرا كى يرى "حسناء"تلك الجميلة الرقيقة ، كانت تصغره بعام واحد ، تعرف عليها فى العام الثانى بالثانوية العامة ، هو يتذكر جيدا لقاءه الأول بها ، يتذكر عندما اقتطف من حديقه العم محسن وردتين وأهداها واحدة واحتفظ بتوأمها بحجرته ، يتذكر كم عنفته أمه حينما لمحت على وجهه علامات العشق ، وطالبته بانهاء دراسته حتى يكون بعون أبيه الذى أرهقته مصاريف البيت مع قلة راتبه الذى لا يكفيهم الا نصف الشهر ، يتذكر أيضا حسناء حينما وعدها بالزواج وطالبته بأن يلتمس شهادة تخرجه أولا ،استغرقه الابحار فى بحر ذكرياته، فوجىء بأنه قد وصل الى كشك السجائر ، لم يتحدث للبائع فقد حفظه البائع وحفظ مطالبه ، قفل عائدا فى روتينية مطلقة ، يشعل سيجاره بهدوئه المعتاد ، يدور مع حلقات الدخان ، يسافر من جديد يستكمل سيل ذاكرته المنهمر ، أعد لنفسه فنجان قهوته الخالى من السكر ، فتح بعض الأدراج التى يظهر من صعوبة فتحها طول الفترة التى انطوت فيها على نفسها منغلقة ، اخرج دفترا قديما ، كان يسجل به خواطره منذ عشرين عاما ، نفض عنه الأتربة التى استحلت احتضان اوراقه ، قرأ بصوت متهدج ، خاطرتى الأولى ، اليوم قابلت " مريم " زميلتى بالكلية ، هى جميلة تعلق بها القلب ، اهديتها ديوان شعر وبعض الخواطر ، مررت لى بعض مشاعرها بعد شهر من تعارفنا ، كانت معجبة بما أكتب من خواطر ، ،،،،
قلب صفحات دفتره بطريقة عشوائية ، قرأ من جديد ،، اليوم امر بحالة تشبه التخدير ، تزوجت صفاء ، كنا متفقين على الارتباط ، وضعت بها ثقتى أكثر من اية امرأة عرفتها ، لم يكن معى من المال ما يكفى لعقد صفقة زواجها كما طلب والدها ،،،، كانت بقايا النيران تلفظ أنفاسها الأخيرة ، انتهى من قهوته ، نهض متجها لغرفة نومه ، كانت هناك صورة مكسورة لطفل صغير ، هو لا يريد أن يراها ، أدار وجهها للحائط ، شرب جرعة ماء صغيرة ربما احتاجها ليبتلع غصة ذكرياته التى أبت أن تبيت بجوفه كالمعتاد ، اتجه الى سريره ،، حاول ان ينام
لم يغمض له جفن ،، كان يشتاق لقلمه ودفتر خواطره الذى طواه من زمن سحيق ، عاد اليهما ثانية ، امسك بقلمه
كتب على اخر سطر من دفتره ...." هنا ترقد روحى "
اطفأ الأنوار ...سافر بقلبه إلى شاطىء كان يعشق الجلوس عنده حينما يقتله الحزن ....

السبت، 9 أبريل 2011

أحتسى كل النساء برشفة

أحتسى كل النساء برشفة

لازال عقل الصغار يحكمنى حين أحبك
، فأمنطق الأشياء فى ثوب الطفولة المطلقة
، أخطىء ، أتراجع ، أكتب ، أمحو
، لكنك لازلتِ بمنطق الكبار ترسمين لى طريقى
،  رغم انحسار الموج وصقيع المسافات
، أشعر بأناملك تتمشى على صدرى
،تداعب خجلى ،وتنهرنى، وتنثرنى،
تمنح جبينى وضاءة وعقلى فكرا وقلبى شوقا وقلمى بريقا
، خبرينى أى نوع من النساء أنتِ يا صديقتى؟
أنا أحسك عند اقترابك جيدا ،
أهى تلك الروح المنسلخة من مقررات الجسد
ترقبنى وتحوينى وتعجننى فتاتا لخبز الموت؟
أعلم أن قلبك قد توقف عن مزاحى وغلق الأبواب من دونى
، لكننى أشتهى قربك من جديد ،
أعد نفسى لملاقاة الحضارة ودروس الحرب على يديكِ
، فكيف تطلبين أن نبقى بعيدا ،
كهامش فى ساحة العشق المحلى بالوجع ؟
أنا إن كنت مجنونا فعلى يديك سوف أشفى
وإن كنت منتحرا فأنت من قدمتِ لى كاسات قهرى
، وارتمت فى حضن من لا يعرفوننى ، كل شىء بات ينكرنى
، وسادتى ، قلمى ، صورى ، أبجدياتى ، خيولى ،
كأس مرتحلى ، ممشطتى ، صار بعضى يا صديقتى يستغرب بعضى
، هى بعض ذكراكِ يا صديقتى لأننى كنت أعرفنى بكِ ،
أنا الآن لا شىء معى فنفسى تنكر الأشياء ،
لا شىء الا بردوة الشتاء ، تلفنى فى عتمة الليل المكبل بالورود الذابلات
، هذه رسالتى من عالم ثلجى لا يعبأ بالموات ،
وتلك أمنيتى بأن نعود مجددا لتمازج الأرواح ،
أنا ذلك الملاح الذى أتعبه الموج،
أنا ذلك الثائر الذى ذبحه الحزن فى وطن لا يستجيب !!
كونى أنتِ لى وطنا ، يعبىء لى ما تشتهى نفسى ،
وما ترضاه طفولتى ، أخرسى بدواخلى صوت الوجع ،
مزقينى كيفما يحلو لك التمزيق ،
أنا من ألف أغنية سأولد بين ضلعيكِ كأنشودة ،
تخبىء ما احتبست من الحنين ، تظنين كل السوء عنى
، لكننى سأكون فى قاع الزجاجة بعض رشفات رخيصة ،
صبى بقاياى بكأس الصبر وارتشفى بقاياى ،
الآن يمكن أن تقر الروح ، ويهدأ النبض المنازع للفناء
، على جدار مدينتنا التى قد أعلنت آخر منشورات العشق
وارتحلت حيث لا ندرى ، لا تكفى عن سماواتى ،
هذه الغيمات تزرعنى بقلب الشوق ممسكة لشعرك
، ونسمة تحمل ما تبقى من عبيرك ،
أحلم ذات يوم أن تعودى
، حتى تعود لى نفس الملامح التى اعتدت أن احضنها كل مساء
، ملامح رجل يحتسى كل النساء برشفة ..

الجمعة، 8 أبريل 2011

"سيدة الكوخ " قصة قصيرة ..ريشة /طلعت زيدان

بكل بساطة ارسمها
عزيزتى حواء
أو كما تحب أن تكون
" سيدة الكوخ "
أو " عاشقة الجنون "
هى فكرة بكر
لم تقربها يد رسام ولا شاعر
تعاملت مع الحياة كما يجب ان يكون
تعيش فى عالمها الذى
لونت اروقته بأطياف تروقها
وعلقت بجدرانه الحكايا
وجمدت على عتباته التاريخ يحكيها
بوجهها الطفولى عرفتها
باسمة تلك الابتسامة التى تكفى الجميع
وتفيض عذوبة حين تلتقط أطراف الخيوط الى عينيها
والتى تخالها للوهلة الأولى دامعتين
وعندما تصير اقرب
ستبصر عصفورين خضراوين
يسكنان تلا من بقايا الحب
ويطعمان حبوب آمال عتيقة
وان بالغت النظر سيصير فى وجهتك
جبين عجيب فى مفرداته
قطعة قمرية ممتدة الأطراف
لا يعنيك الا ميلاد ابتسامتها حين تولد
وكأنها فجر تاريخ جديد
حين خططت لفصل النهاية
اختارت ان تهاجر
حيث البعد يشكو البعد
وتطوى الغربة ألسنة الفراق المحرقة
كانت تعد لكوخ تسكنه أو يسكنها
لا فارق كبير ..
فقد سكنتها الفكرة من أمد بعيد
وصارت حلما يراودها كل حين حين
وهيأت له احضان البحر حضنا رحبا
استضافت به كل ما جمعته فى سنواتها
الأخيرة
كثير الذكريات
أعشاب صبر
أمنيات
ورودا هادئات
مقعدا هزازا
بعض دواوين القصائد المطوية
واستعارت من مخزونها بعض السكات
هى تنتظر أن يأتى الحب بلحظة انقلاب
تفتح ذراعيها لشوق ربما كاد أن يقوض أركانها يوما
لازالت تتابع تحركات عقرب الساعة
يوشك الفجر انفجارا
توشك عصافيرها أن تبدأ حكايات يوم جديد

الخميس، 7 أبريل 2011

جداريات الصمت ......خاطرة بريشة /طلعت زيدان

للحظة تأمل ملامحها
بقايا امرأة جميلة
تبدو وكأنها هاربة من متحف فرعونى
جمود يغلف أروقتها
قسمات وجهها لا تحمل أية انفعلات
تسير بلا اتجاه
سار خلفها دون أن تشعر
واصلت المسير
شده أن يعرف قصتها
توقفت أمام احد محال الملبوسات
ما لفت انتباهه أنها تسمرت أمام فستان لطفلة صغيرة
لم تجاوز التاسعة
ذبلت عيناها عند مشهد الفستان
توقفت طويلا ثم غادرت
واصلت سيرها ، تبعها دون تردد
اسرعت الخطو ، اسرع يقفو أثرها خوفا من أن تضيع
كانت متجهة صوب البحر
شاطىء متسع كفضاءات روحها التى تسكنها
كان المكان مكتظا يعج بالمارة والجلوس والأسر
قبل أن تجد مكانا لها اخرجت من حقيبتها الصغيرة
مشطا ومرآة صغيرة وبعض أدوات الزينةوصارت تهندم تفاصيل وجهها
الباهتة
تعجب كثيرا لتصرفها لكنه تابع مسيره
اتخذت مقعدا معتزلا
جلست تشعل سيجارتها بيدين تعروهما ارتعاشة خفيفة
سقطت خصلة شعر كانت تنام على جبينها الصغير
أنامتها مرة أخرى فى عشها
أعلن البحر انقلابا
موج يقتل موجا
ما عناها المشهد
اتكأت مرسلة نظرها للأفق بلا عودة
فى حين كانت أفكاره تعبر إلى شرايين السماء مصطحبة معها دخان سيجارتها

نزوة ...قصة قصيرة بريشة /طلعت زيدان



كانت تحبنى جدا ،
وكنت أعشقها ، صادفتها بطريقى
كانت أكثر بهاء من ذى قبل
لم أتعرف الى نبرة صوتها
فقط ظللت أتخيل
كيف سيكون الحديث بيننا
وأى نغم سيعزف صوتها
بقيت متربصا انتظر الفرصة للانفراد بها
داعبتنى امنية دفينة
تستيقظ بقلبى كلما رأيتها
كانت أمنيتى أن اقبلها
وحانت من الآخرين التفاتة
وسنحت الفرصة
اصطحبتها الى حجرتى
لم تعارضنى
ظلت صامتة تبادلنى نظرات الشغف
احسست براحة وأنا اسرح بأناملى فوق ذلك الشعر الكستنائى الرائع
لم تبد تبرما ، أمسكت بأناملها الرقيقة
كان طموحى أن تشاركنى حياتى
لم يدر بيننا حوار
فقط لهفة وشوق
وضعتها على سريرى
لم تبد اعتراضا ايضا
هممت لأن أقبلها
تأكدت أن أحدا من أسرتى لن يرانى
احتضنتها بشوق ووهج
سأمنحها قبلتى
دق باب حجرتى
دخلت أختى الصغيرة
اختطفت حبيبتى من بين يدى
غاضبة
وهى تصرخ فى طفولية متوحشة
هذه عروستى أنا

من أنتِ.......قصيدة بريشة /طلعت زيدان

-------- 1 -----------
تختالين بلا وعى منى ما بين جزيئاتى
فأحس بنور يتغلغل داخل أنحائى
يلبسنى
يتخلل عقلى
يسرقنى ، يضرب أوتارى
يجعلنى مجنونا ... أتلفت بين الماشين
أتساءل فى نفسى دوما :
من تلك المجنونة ؟؟
تجعل مملكتى ملهاها
تصبغنى ألوان هواها
تنثرنى كرذاذ حضارة
...شعرا ...فكرا ...قيثارة
ألفاظا غزلية ،تلوى عنق النسرين
وتخضل لها لوزات القطن ،
فمن أنتِ ؟؟
-------- 2 ------------
أرسمكِ فى نفسى
ما بين الواقع والزيفِ
أجعل من نفسى عصفورا !
قد نسق عشا يكفيكِ
فى قلب سماء ثامنةِِ
ليقيكِ من مطر الخوف
أجعل من نفسى قرصانا يخطفكِ
إلى عرض البحر
يستكشف أرضا مجهولة
تصلح أن تبقى سرا يجمعنا سنوات العمر

-------- 3 ---------
ما أعذب لغتكِ أتراها عربية؟؟
أم أن حروفك ليست فى لغة حية ؟؟
تتسلل فى عمقى ، فيهلل عِرقى
وكأنكِ تبتاعين حروفك من حور الجنة
ما عدت أقدس كلماتى المنهكة القوة
أعيرينى حرفا من لغتك
لألون أزهار الدنيا
وأضىء ظلام الأكوان
أعيرينى حرفا من لغتك
لأعيد النبض إلى قلبى
وأجاهد فى نصرة ربى
وأكفر شيئا من ذنبى
------ 4 -----------

دعينى لا أفقد أملى ..
لو طرق الخوف على بابى
دعينى أتشبث بيديكِ ولو زيفا
فأنت القشة فى وطن الغرقى
وأنت أسلحتى ضد المجهول
أنتِ علامات لولاها لفقدت طريقى ما بين مفازات شكوكى
أنتِ فى قلب خريفى ...آخرزهرات الدنيا
تتلاقى فى زرقة عينيكِ..
كل حضارات بنى الإنسان
دعينى أتشبث بيديكِ
وخذينى لبعيد لأنام
على شاطىء فستانك !
وأحطم ذاكرتى ما بين يديكِ

---------- 5 --------------
كل الناس تسمينى بالرجل الهادىء !
وأنا لا أملك تفسيرا لوجودك الا السخرية
يا رُب هدوئى تتفجر منه أحاسيس ملتهبة
يتفجر منه الوجدان
تتمخض عنه سراديب ومتاهات
فهل لازلتِ ساخرة لهدوئى ؟!
---------- 6 ----------------

لو أدرى من أنتِ لطاردتك حتى آخر أنفاسى
حتى تستسلم عيناكِ لسلاسل عينى
حتى أتسربل بكيانك
وألامس شعرك بيدى
حتى يكتمل شفائى
وتموت عواصف ألحانى
حتى يخمد بركان تفاسيرى
ويسكن وجهكِ أروقتى ...

----------- 7 ----------------

صرتُ كمن يملك جنيا مخفيا !!
أتحدث وأحاور
وأصاول وأناور
أصبحت أحقق فى صور الصحف
وفى قطع الأوراق الملقاة على الارض
وفى وجه التلفاز
وأصوات المزياع
ومسماع الهاتف
أصبحت أخمن فى عد سنينك !!
حتى أنى لأظنك طفلة
لا زالت تلتقم الثدى
وتمتص أصابع كفيها !!!

-------- 8 --------------

مَن مثلى فى صبرى أيتها اللامنظورة ؟!!
اقتربى أيتها الروح إلى قلبى
واعترفى
هل كان وجودكِ أسطورة؟؟
أم أن خيالك فى عقلى ..
أبدا لن يخرج للصورة ؟؟

كم أنت وسيم ...قصيدة بريشة /طلعت زيدان

 فى بحر الحب تلاقيــــنى
لا أحسن خوض الأعماق
أتشبث دوما بالشـــاطىء
وأخاف نداء الأشـــــواق
محترف أنت بلا شـــــك
ويحوطك رهن وسبـــاق
وأنا من خلفك واقفـــــة
خائبة وبدون رفـــــــاق

============

ترقص فى عبث يعجبنى
تأخذك أيادى رفيقاتـــى
أجلس أتخبط فى صـمت
تكسوه حرائق آهاتــــى
مهملة فى ركن القاعــة
وجهى عادى القسمــاتِ
يا ليتك تأتى تأخذنـــــى
كى تبرأ منك جراحـاتى

============

كم أنت وسيم فى رقصك
ساعات الليل المتأخــــر
ويداك تعانق احداهـــــن
عناق وسيم متحـــــــرر
تبحر لجميع قريناتـــــى
همساتُك تحكى وتعبــــر
الا عندى تتجاهلنـــــــى
هل ذاك سلوك المتحضر؟

=============

وتصفنى أنى سازجـــــة
وبأنك تعرف أســـرارى
إن تعرف حقا أســرارى
فلماذا تخفى وتـــدارى؟
تتصرف دوما وكأنــــك
تهوى أن تمحو أثـــارى
ضعف التدبير ولا أقــدر
أن أسبح ضد التيـــــــار

==============

فى صمتى صدأت أسلحتى
والحرب سلاحُ وتعقــــــل
علمنى زمنى أن أسكـــت
لا أأرفض حبا أو أقبــــل
أبقى فى دور المتفـــــرج
إن جاع القلب فلا أســأل
تعبت نظراتى ولم تفهـــم
أنى أهواك فما أفعـل ؟؟

===============

من أجلك غيرت حياتــى
أصبحت فتاة عصـــــرية
أرقص ما تحت الأضواء
أنثر خصلاتى الذهبيــــة
أجن أغنى أتمـــــــــرد
أتلو أبياتى الشعــــــرية
لكنك لا تقرأ فعلـــــــى
الا كجهالة أميـــــة !!

================

أخشى أن تأتى فى يــوم
وتجدنى قد جف حنانـــى
تعتذر إلى تقبلنـــــــــى
وتصرح أنك تهوانـــــى
تسكب كلماتك فى أذنـى
لكن لا تنصت آذانـــــى
وأظل كما كنت أنـــــــا
جامدة فى ذات مكانـــى

================

لكن صدقنى فى أنــــى
أحببتك حب الأحــــلام
وعسى أن تقبل أوقــات
تجمعنا فيها الأيـــــــام
تستغرب وجهى لحظتها
وتحدق فيه لأعـــــــوام
فتأكد أنك من زمـــــــن
تسكن فى قلبى وتنــــام

طلعت زيدان 2011

الأميرة والشاعر ، قصة قصيرة من هوامش ألف ليلة وليلة بقلم الشاعر المصرى / طلعت زيدان

يسعده دوما أن ينسلخ من عقله
ويتنصل من هدوئه
ليمارس أروع لعبة يهواها
رغم أن ملامحه لم يكن يظهر خارج أسوارها سوى
انسان رائع القسمات
تسكنه نسمات هادئة الطباع
ويقبع بحشاه شاعر عظيم
كان يتحرج من أن تظهر حالته الجنونية أمام الآخرين
لكنه حين ينفرد بقلمه
كان كمن يرتادون عبقر كل ليلة
حصد قلوبا كثيرة
صهرها فى بوتقة عشقه
لم يبال بتأنيب ضميره
فالفتاة عنده لوحة
طالما تفرس أركانها ، باتت أروقتها محفوظة لديه عن ظهر قلب
وباتت قصة محترقة
يجرى البحث عن غيرها وغيرها
لكن يبدو فى هذه المرة أن جديدا لديه
لكنه ليس كأى جديد
انها فتاة إن صح التعبير فى اعوامها الاثنتى عشرة !!
كانت بحديقة منزلها حين مر للمرة الأولى
كانت تحيطها هالة من البهاء
عينان سوداوان مركبتان على وجه خمرى مشرب بخجل الورد
وشعرفاحم يطير مع النسيم كأنه يعانق خضرة الشجرة التى تظلها وأحيانا يسافر مع الطيور عشقا لزرقة السماء
وثغر يمنح ابتسامة عطرية الملمح تذيب الشجون
وما ألهب قلبه حقا هو فستانها الذى يحويها وكان لحد كبير يشبه ذلك الذى يتخيله لست الحسن
كانت يداها الصغيرتان تقلبان صفحات كتاب فى مثل براءتها
كان من المفترض أن يواصل سيره
لكنه توقف ، تسمر أمام هذا الكيان الملائكى
بدا وكأنه لم يستوعب جمالها
لكن عينيه بدأتا فى مسح جديد لهذه اللوحة العبقرية
اقترب منها أكثر فأكثر
تملكه نسقها البديع
أعاد الكرة مرات ومرات
حتى استغرقته الفكرة تماما
ظل يفرغ ما تحويه ذاكرته من لقياها يوما بيوم
حدثها ، صادقها ، أحبها ، سكنت قلبه
ينتظر اليوم الذى سيفعل بها مثل الآخريات
لم يأت اليوم
هو يشعر براحة نفسية
يحس باستقرار بأرضه
أيقن أنها ستكون له
ملأت عليه حياته
صار البعد محالا فقد أدمنها
أخيرا عرف مذاق الحب
أخيرا أحرق مهجته لهيب العشق
قرر الارتباط الأبدى
الأسرة لم تبد موافقة
قرر أن يخاطب والدتها التى كانت تبارك الأمر لكنها بعدما علمت
باعتراض اسرته ، نصحته باحترام رغبة والديه ، قفل عائدا وقد بدأ جنونه يستعر ليوقظ بين جنبيه لهيب انتقام ، كل ما كتب من شعر بها ود لو أحرقه ، كل كلمة حب شاطرته اياها ود لو اعتقلها ، كل مكان ضمهما معا ود لو انشقت الارض فابتلعته !!
انقلاب بكل زوايا حياته !!
انقطعت اخباره تماما عن حبيبته ، مما أوقع بها فى دائرة الحرمان
رقدت فى مرضها ترتقب هبوب ريح تسوقه اليها
لكنه كان هناك يتزوج ،،
يتذكر الجميع شيئا هاما يوم زواجه من احدى قريباته ،، قبل أن يجلس
بجوار عروسه أخرج من جيبه ورقة مطوية ، كان بها قصيدة كتبها لحبيبته وكان ينوى أن يهديها لها يوم زواجهما !!
ارتفع صوته وهو يهتف ضاحكا: قصيدة الى حبيبتى المهاجرة ههههههههه
وظل فى هيستيريا يقرأ والحضور يتعجبون ، يتساءلون
: إلى أين يقود الجنون هذا الرجل ؟؟
كان جنونه ينسحب به من زخم الحياة وضجيجها ليقوده نحو حبيبته الراقدة فى سريرها الصغير تعانى مخاض الوداع
ولازال يأسره وجهها الملائكى وشعرها المسافر مع الطيور عشقا لزرقة السماء

صفحة من كتاب العشق .....طلعت زيدان


على اخضرار صفحة من كتاب العشق التقيتها ، كانت زهرة متفتحة حقا ، تقطر من حكاياها عناقيد حب وعشق ، جمالها أسال دمى كثيرا وأرهق أعصابى كثيرا ، كنت أخشى أن يضيع ، هى بادلتنى كل أنواع المحبة والحبور ، هى أتعبتنى عشقا ، وأوصلتنى حدود الذبح ألافا من المرات ، حتى أننى فى كل مرة أرشفها بطعم جديد ، وتميتنى وتحيينى بطريقة جديدة ، لكن وبلا حسبان توقف الزمن !!
بلحظة مجنونة دارت عقارب الساعات ضد طريقها المألوف
كان كل شىء فى تلك اللحظة سلبيا
حاصرنا فتور غامر
ملل مميت
سكون راح يخيم على كل شىء
فإذا حرارة العشق تكتحل بالثلوج
واذا بريق عينينا قد خبا
واذا الراحات بدت أكثر برودة وارتعاشا
أما حكايا العشق فقد صودرت
وأنا صلبت مليون علامة تعجب على جبينى المنطفىء
ما الذى أوقف مسيرتنا ؟؟
ما الذى احرق اخضرار صفحتنا ؟؟
إن يدا خفية تتحرك ضدنا
لا تعجبى سيدتى
هو الشك الذى سطر خاتمتنا
هو الذى قاد يد البطش والدمار
واحرق الصغار
وضيع من كتاب العشق صفحة
كانت بذات مرة مخضرة

عندما أرسم يا حبيبتى بحرفى

عندما أرسم يا حبيبتى بحرفى
كل حرف يسقط بلوحتى
يظل يتسع ، ويتسع ليصير بعينى قارة بأكملها
وكل فاصلة محيط !!
لا تعجبى
حين أشتق من حرفى الضفائر والغيوم
حين أنثر منه بحرا هادئا أو هائجا
أو حين أستعير منه زرقة لعينيكِ
وزورقا يجمعنا على ضفاف الزمن
وعندما استجمع الياسمين فى زاوية
تصير كل ياسمينة الى ابتسامة ثغر
وعندما أجعلكِ حبيبتى تبتسمين ،
تتولد من عبيركِ لآلىء ،زمرد ، ألماس
تطير آلاف الحمامات إلى جو السماء
ويمتد اخضرار الأرض الى ذرا الجبال
لا تعجبى
حين تهمس فرشاتى لوجنتيكِ
وتخرج مدركة أنها سكرى
ذلك السكر الجميل
أعرف أننى أوشكت أن أنتهى
فأطوى على أصابعى ليلكة
محملة بشوقى أعلقها على ضفاف وجنتيكِ
وأحرق المزيد من غاباتى الاستوائية
كى تصير شعرا فاحما أو ربما كحلا
وحين يطيح بى الجنون
ربما أعدت تشكيل خطوط الطول والعرض
كى تختلف كل التواقيت عن توقيت عينيك
لأننى أعرف منهما هبوب النسيم
وأعرف منهما اطلالة القمر وروعة الربيع
وهدأة الموج
إننى أوشكت أن أنهى كل شىء
لم يبق إلا أن أنثر أمنياتى
أرضية اللوحة !
هى تشبه كثيرا ملامح الرمال من بعيد
والفارق الوحيد
أن الرمال تفقد الآمال
فيمن يعيد النبض لها
وأمنياتى ربما تنتظر كل لحظة
مَن سيحييها
لا تعجبى

طلعت زيدان 2011

إلعبى بالنار ....قصيدة بريشة /طلعت زيدان

:: 1 ::

أغضبينى واجعلينى لعبة بين يديـــــــــكِ
وتسلى فى غرور واقتلى شوقى إليــــــكِ
واشتمينى من ورائى مزقى صورى لديكِ
إننى أملك قلبا دائما يحنو عليـــــــــــــكِ

=====================
:: 2 ::

عذبة كنتِ ولا زلت أراكِ فى عيونــــــى
دمعة تلهو على خدى ومرقدها جفونــــى
إلعبى بالنار كالأطفال وارتحلى بدونـــى
كل ما فى الأمر أن الصبر فن من فنونى

======================
:: 3 ::

هذه كل الهدايا والرسائل والصــــــــور
اذهبى إن كنت حقا فى طريقك للســــفر
واعلمى أن الطريق مخاطر ريح مـــطر
واعلمى أيضا بأنكِ إن تعودى أنتــــــظر

======================
:: 4 ::

عاقل حبى وقلبى خائف سير الدمـــــــــوع
وأنتِ لا تدرين يا عمرى مرارات الخضوع
رغم أنى فارس فى الحب يرهبه الجمــــيع
ربما تدرين يوما أننى طفل رضـــــيع !!

=======================
:: 5 ::

اهدئى فالحب ليس غارات ورايات وحــرب
سوف يقتلك شعوركِ ذات يوم نحو قلــــــب
وسيأخذك الجنون وتبحثين بـــــــــكل درب
عندها يعرف قلبك أننى كنت أحــــــب !!

طلعت زيدان

إلى الغالية حبيبتى

 تسكبين الحرف يغازل دمى ...فيحرقنى ويحرقنى ويحرقنى أتمدد منتشيا بلحظة تجلى أقول فى نفسى :وماذا بعد ؟!لقد أفرغت كل ما أملك من حب بين يديها ....وزرعت بعينيها كل ماحصلت عليه من زهر واخضرار وبهجةأهناك جديد يمكن لى أن أضيفه ؟لقائى بك يقترب ...رويدا رويداعقارب الساعات ينتابها الارهاقماذا عسانى قائلا بين يديك؟؟أقلب بصرى بين أشيائى علنى ألتقط خيطا جديدا لحوار بينناجربت كل الخيوط ....ولا اجيد ترتيب الكلام ..إننى رجل ليس يعشق التكرار وليس يعشق تنميق الحروف لكننى سألتقيك الآن ...******************سيدتى ما رتبت أوراقى وليس لى سوى قلب وبقايا من لسان فنحن تصنعنا المواقف وآه من عشق الرجال حين احس بأن حرفى عاجز عن احتواء الحب !!حين لا تلهمنى رعشة يدى الا بانتفاضات وثورة حين اقتل كل همس داخلى فما الذى يجرى حين ألقاك؟؟أصير مراهقا مبتدئاتسقط زهرته المسكينة من يديه فى كل مرة يستجدى عبارات الحب فى كل مرة وتستعصى عليه ابواب العيون فى كل مرة منذ متى تعارفنا ؟؟عام ؟ خمسة اعوام ؟ مائة عام ؟ألف أو اكثر تاريخ طويل كتبناه وفى كل مرة يمحونا ليخطنا حرفين من جديد ...فى كتاب العشق ..أصير مراهقا جديدا كلما التقيتك فما زادتنى تجاربى معك الا شوقا لأن أبدأ من جديد واعيد لقاءنا بنفس المكان من جديد واقدم بين يديك اعترافاتى من جديد ويسعدنى أن أولد على يديك كل ثانية من جديد .....

بنت الوزير
(حينما يعشق فرسان الحب )
قلم / طلعت زيدان
رغم التجارب والتعبقر فى أمور الحب
...أشعر أننى طفل صغير
لا زلت أركض خلف عطرك واختيار الصعب
يغلب فى اختيارات الأمير
أحتاج من يدلل الطفل الصغير لمن
يخبئه عن الليل المطير
أحتاجك أنتِ وأنتِ قليلة الخبرات فى
الحب وفى الأعذار والتبرير
فلا تفكى ما عقدتى من الضفائر إنها
رمز لتطويع الحرير
كغزالة فى مرتع الغزلان أرقبكِ
فتأتين انسيابا كالعبير
وعلى جبينكِ قصة راحت ترفرف كالحمامات
التى كانت تطير
حطت بصدرى عششت فى دفئه فكتمت
أنفاسى ليعجبها السرير !
أنا راهب فى عالم الحب الذى قد حطمته
الخيل فى الزمن الحقير
أنا كم ذبحت وكم أسرت من القلوب وكم
سقطت أمام حسناء أسير!
فى كل موقعة تزيد جرائمى ومصادماتى
وينزوى العمر المرير
وأنا كبرت وصرت رجلا ليس يعنينى
سوى أنتِ وضيعات الشعير
جسورة العينين يا أحلى القوافى ويا
ماء السواقى والغدير
يا كل تاريخ النساء الهاربات وكنز
دمعاتى وألحانى الوفير
لا تتركينى هكذا عندا لقصف الريح
والأمطار كالشيخ الضرير
أنا كم حكيت لأصدقائى عن بطولاتكِ فى
وقت الشتا والزمهرير
الآن تزدحم الحوادث فى مخيلتى وكم
أحتاج أن أنسى الكثير
أشتاق أن أعرف أخبار الذين تسلقوا
عينيكِ فى اليوم الأخير
أشتاق أن أعرف هل عادوا وكيف تخلصوا
من نصل عينيك الخطير
أشتاق أن أعرف ما سر التهرب من عيونى
أينما كنت أسير
أشتاق أن أعرف أسباب البكاء وكثرة
التفكير والدمع الغزير
أنا راغب فى أن تقولى كل شىء
فيه تحديد المصير
قولى سريعا ليس فى الحب انتظار
إنما العمر حبيبتى قصير
كُسِرَت سيوفى عند نحركِ والسهام تناثرت
ألأنكِ بنت الوزير؟
آه عليكِ يوم أخطفكِ أمام الحاضرين
و أقهر العرش الكبير
بعدها تتأكدين بأننى والشيب كلل
مفرقى طفل صغير !!