شريط العربية الاخبارى

الخميس، 7 أبريل 2011

الأميرة والشاعر ، قصة قصيرة من هوامش ألف ليلة وليلة بقلم الشاعر المصرى / طلعت زيدان

يسعده دوما أن ينسلخ من عقله
ويتنصل من هدوئه
ليمارس أروع لعبة يهواها
رغم أن ملامحه لم يكن يظهر خارج أسوارها سوى
انسان رائع القسمات
تسكنه نسمات هادئة الطباع
ويقبع بحشاه شاعر عظيم
كان يتحرج من أن تظهر حالته الجنونية أمام الآخرين
لكنه حين ينفرد بقلمه
كان كمن يرتادون عبقر كل ليلة
حصد قلوبا كثيرة
صهرها فى بوتقة عشقه
لم يبال بتأنيب ضميره
فالفتاة عنده لوحة
طالما تفرس أركانها ، باتت أروقتها محفوظة لديه عن ظهر قلب
وباتت قصة محترقة
يجرى البحث عن غيرها وغيرها
لكن يبدو فى هذه المرة أن جديدا لديه
لكنه ليس كأى جديد
انها فتاة إن صح التعبير فى اعوامها الاثنتى عشرة !!
كانت بحديقة منزلها حين مر للمرة الأولى
كانت تحيطها هالة من البهاء
عينان سوداوان مركبتان على وجه خمرى مشرب بخجل الورد
وشعرفاحم يطير مع النسيم كأنه يعانق خضرة الشجرة التى تظلها وأحيانا يسافر مع الطيور عشقا لزرقة السماء
وثغر يمنح ابتسامة عطرية الملمح تذيب الشجون
وما ألهب قلبه حقا هو فستانها الذى يحويها وكان لحد كبير يشبه ذلك الذى يتخيله لست الحسن
كانت يداها الصغيرتان تقلبان صفحات كتاب فى مثل براءتها
كان من المفترض أن يواصل سيره
لكنه توقف ، تسمر أمام هذا الكيان الملائكى
بدا وكأنه لم يستوعب جمالها
لكن عينيه بدأتا فى مسح جديد لهذه اللوحة العبقرية
اقترب منها أكثر فأكثر
تملكه نسقها البديع
أعاد الكرة مرات ومرات
حتى استغرقته الفكرة تماما
ظل يفرغ ما تحويه ذاكرته من لقياها يوما بيوم
حدثها ، صادقها ، أحبها ، سكنت قلبه
ينتظر اليوم الذى سيفعل بها مثل الآخريات
لم يأت اليوم
هو يشعر براحة نفسية
يحس باستقرار بأرضه
أيقن أنها ستكون له
ملأت عليه حياته
صار البعد محالا فقد أدمنها
أخيرا عرف مذاق الحب
أخيرا أحرق مهجته لهيب العشق
قرر الارتباط الأبدى
الأسرة لم تبد موافقة
قرر أن يخاطب والدتها التى كانت تبارك الأمر لكنها بعدما علمت
باعتراض اسرته ، نصحته باحترام رغبة والديه ، قفل عائدا وقد بدأ جنونه يستعر ليوقظ بين جنبيه لهيب انتقام ، كل ما كتب من شعر بها ود لو أحرقه ، كل كلمة حب شاطرته اياها ود لو اعتقلها ، كل مكان ضمهما معا ود لو انشقت الارض فابتلعته !!
انقلاب بكل زوايا حياته !!
انقطعت اخباره تماما عن حبيبته ، مما أوقع بها فى دائرة الحرمان
رقدت فى مرضها ترتقب هبوب ريح تسوقه اليها
لكنه كان هناك يتزوج ،،
يتذكر الجميع شيئا هاما يوم زواجه من احدى قريباته ،، قبل أن يجلس
بجوار عروسه أخرج من جيبه ورقة مطوية ، كان بها قصيدة كتبها لحبيبته وكان ينوى أن يهديها لها يوم زواجهما !!
ارتفع صوته وهو يهتف ضاحكا: قصيدة الى حبيبتى المهاجرة ههههههههه
وظل فى هيستيريا يقرأ والحضور يتعجبون ، يتساءلون
: إلى أين يقود الجنون هذا الرجل ؟؟
كان جنونه ينسحب به من زخم الحياة وضجيجها ليقوده نحو حبيبته الراقدة فى سريرها الصغير تعانى مخاض الوداع
ولازال يأسره وجهها الملائكى وشعرها المسافر مع الطيور عشقا لزرقة السماء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق