شريط العربية الاخبارى

السبت، 9 أبريل 2011

أحتسى كل النساء برشفة

أحتسى كل النساء برشفة

لازال عقل الصغار يحكمنى حين أحبك
، فأمنطق الأشياء فى ثوب الطفولة المطلقة
، أخطىء ، أتراجع ، أكتب ، أمحو
، لكنك لازلتِ بمنطق الكبار ترسمين لى طريقى
،  رغم انحسار الموج وصقيع المسافات
، أشعر بأناملك تتمشى على صدرى
،تداعب خجلى ،وتنهرنى، وتنثرنى،
تمنح جبينى وضاءة وعقلى فكرا وقلبى شوقا وقلمى بريقا
، خبرينى أى نوع من النساء أنتِ يا صديقتى؟
أنا أحسك عند اقترابك جيدا ،
أهى تلك الروح المنسلخة من مقررات الجسد
ترقبنى وتحوينى وتعجننى فتاتا لخبز الموت؟
أعلم أن قلبك قد توقف عن مزاحى وغلق الأبواب من دونى
، لكننى أشتهى قربك من جديد ،
أعد نفسى لملاقاة الحضارة ودروس الحرب على يديكِ
، فكيف تطلبين أن نبقى بعيدا ،
كهامش فى ساحة العشق المحلى بالوجع ؟
أنا إن كنت مجنونا فعلى يديك سوف أشفى
وإن كنت منتحرا فأنت من قدمتِ لى كاسات قهرى
، وارتمت فى حضن من لا يعرفوننى ، كل شىء بات ينكرنى
، وسادتى ، قلمى ، صورى ، أبجدياتى ، خيولى ،
كأس مرتحلى ، ممشطتى ، صار بعضى يا صديقتى يستغرب بعضى
، هى بعض ذكراكِ يا صديقتى لأننى كنت أعرفنى بكِ ،
أنا الآن لا شىء معى فنفسى تنكر الأشياء ،
لا شىء الا بردوة الشتاء ، تلفنى فى عتمة الليل المكبل بالورود الذابلات
، هذه رسالتى من عالم ثلجى لا يعبأ بالموات ،
وتلك أمنيتى بأن نعود مجددا لتمازج الأرواح ،
أنا ذلك الملاح الذى أتعبه الموج،
أنا ذلك الثائر الذى ذبحه الحزن فى وطن لا يستجيب !!
كونى أنتِ لى وطنا ، يعبىء لى ما تشتهى نفسى ،
وما ترضاه طفولتى ، أخرسى بدواخلى صوت الوجع ،
مزقينى كيفما يحلو لك التمزيق ،
أنا من ألف أغنية سأولد بين ضلعيكِ كأنشودة ،
تخبىء ما احتبست من الحنين ، تظنين كل السوء عنى
، لكننى سأكون فى قاع الزجاجة بعض رشفات رخيصة ،
صبى بقاياى بكأس الصبر وارتشفى بقاياى ،
الآن يمكن أن تقر الروح ، ويهدأ النبض المنازع للفناء
، على جدار مدينتنا التى قد أعلنت آخر منشورات العشق
وارتحلت حيث لا ندرى ، لا تكفى عن سماواتى ،
هذه الغيمات تزرعنى بقلب الشوق ممسكة لشعرك
، ونسمة تحمل ما تبقى من عبيرك ،
أحلم ذات يوم أن تعودى
، حتى تعود لى نفس الملامح التى اعتدت أن احضنها كل مساء
، ملامح رجل يحتسى كل النساء برشفة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق